ذكر الله سبحانه وتعالى في مُحكم كِتابة العزيز: ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(سورة النحل 125)) وهذه الآية تُبين أَنَّ ثقافة التسامُح (Culture of Tolerance) فضيلة إنسانية إسلامية حث عليها الدين الإسلامي وغرسها في نفوس البشر وضمائرهم من أجل التخلي عن المشاكل الاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية كالكراهية والحقد والضرب والعنُف والقلق التي تترك اثاراً هامة في حياة الأَفراد داخل المُجتمع.
أنواع ثقافة التسامُح
1. تسامُح ثقافي: إِنَّ التسامُح الثقافي يتبلور مِن عدم التعصُب للأفكار والثقافة الشخصية للفرد، فانه يتطلب حِوار وتخاطُب مع الاخر والحق في الاجتهاد والإِبداع، فان الإِنسان لا بُد أَنَّ يكون صدره رحِباً في قبول ثقافة وأَفكار الاخر مِن أَجل التوصل إِلى الحقائق الفكرية والثقافية.
2. تسامُح ديني: والمقصود به تسامُح في حُرية مُمارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصُب الديني والتميُز العنصري الديني وذلك لان الإِسلام دين التسامُح في العدل والمساواة.
3. تسامُح أخلاقي: هو طريق التعامُل الاخلاقي مع الافراد الذين نختلف معهم في القضايا الاجتماعية التي تؤثر فيهم.
4. تسامُح اجتماعي: إِنَّ التسامُح الاجتماعي يتضمن العيش بسلام مع الاخرين بدون مشاكل وتقبُل أَفكارهم ومُمارساتهم التي قد يختلف معها الفرد وكذلك الإِقرار بِممارسة كافة الحقوق والحُريات في المُجتمع.
خصاص ثقافة التسامُح
1. إِنَّ ثقافة التسامُح تعمل على إزالة الحقد والكراهية الموجودة في ضمائر البشر والابتعاد عن مفهوم العنُف والجريمة، وتعمل أيضاً على تنمية روح المواطنة والديمقراطية بين الأَفراد مِن اجل خلق وعي سليم بعيد عن مظاهر التخلف الاجتماعي الذي يرتكز على ترسيخ مبادئ الحقد والكراهية.
2. إِنَّ ثقافة التسامُح تجعل الافراد يودون ويحبون بعضهم البعض في علاقاتهم الاجتماعية مِما يُساهم في نشر الاحترام والتعاون والتبادُل في حل كافة المشاكل التي تؤَدي لزعزعة علاقاتهم الاجتماعية.
3. إِنَّ ثقافة التسامُح هي الطريق إِلى الشعور بالسلام الداخلي وتؤَدي إِلى إِبراز السلام الاجتماعي بين الدول وبين الافراد من اجل العيش حياة اجتماعية خالية مِن الحروب والنِزاعات والصِراعات.
تشخيص ثقافة التسامُح في المُجتمع العِراقي
اليوم نحنُ في العِراق نحتاجُ إِلى مُفردة التعايُش السلمي وتطبيقاتها أكثر مِن أي وقت مضى، إِذ أَنَّ بِلادُنا فيها مِن الطوائف والاثنيات والعرقيات الشيء الكثير، فإِذا لم يكُن هُناك تعايُش سلمي بين كُل هذه الفُسيفساء الجميلة في العِراق فلن نضمن استقراراً مُرتكزاً في هذا البلد ومبنياً على معاني الصدق والإِخلاص لأبنائه، والتعايُش يُبنى على مُقدِمات فكرية تؤَسس له ويقع في مُقدِمتها التسامُح بِما يعمل وفقه على تجاوز اثار الماضي وتصفية ارثه، عبر إِشاعة تلك الثقافة التي تجعل القبول والالتزام المتبادل بين الذات والآخر موضوعا يؤسس لمطابقة الفكر مع السلوك، ومِن ثُم يأتي التفاهُم والحِوار ليستكمل ما بدأته جهود دُعاة التسامُح مِن جعل الجلوس على طاولة تفاوض وحِوار هي السبيل الامثل لتذليل العقبات التي تعترض التعايُش، ويتوج ذلك بالتعاون الذي يقطف ثمار التسامُح والتفاهُم عبر اندماج داخل كيان التعايُش تتفق فيه اطراف التعايُش على ضرورة العيش المُشترك عبر تعاونها وتعاضدها وحاجة كُل مِنهُما للآخر في هذا الأمر.
فالسلام والتعايُش السلمي يستند إِلى عدة نقاط أَساسية أهمها؛ التسامُح وهو دعامة أَساسية لرفد مفهوم التعايُش. فما تعرض له المُجتمع العراقي مِن هزات وحروب وكوارث طبيعة وبشرية، كالاحتلال الأجنبي وشيوع الجريمة والفساد والقتل والنِزاعات العشائرية، تركت بصمة خطيرة على حياة المواطن العِراقي فإثارة في نفس الفرد العراقي نار الحقد والعنف والتطرف. وبرغم هذه المشاكل بقي مُجتمعنا مُحافِظاً على قيمه الثقافية والدينية وعلى راسها قيم التآزر والمحبة والتعاون والتفاعُل والتسامُح بين فئاته الاخرى. فثقافة التسامح هذه يمكن ترسيخها في نفوس الافراد مِن خِلال التنشئة الاسرية والمدرسية والتي يقع عليهما مسؤولية تربية وتوجيه وإرشاده وترسيخ المحبة والتفاعُل بين الأَفراد. فمن جهة التنشئة الأُسرية التي تُعد أول خلية اجتماعية ثقافية نفسية تعمل على تنمية وتربية الفرد مِنذُ النشأة إِلى سن المُراهقة، فضلاً عن تعرضها لتلك الكوارث إِلاَّ انها كان لها دوراً مُهِماً في ترسيخ وتنمية قيم المحبة والتسامُح بين افردها، وذلك لان الطفل يكتسب قيم التسامُح مِن المُحيط الذي يعيش مِنهُ بمعنى على الوالدين أَنَّ يكونا في علاقاتهما الاجتماعية والثقافية مبنية على التشاور والاحترام والتعاون فيما بينهم وبين أقاربهم أَو أصدقائهم بدلاً مِن اثارة الحقد والكراهية في علاقاتهم الاجتماعية.
أَما التنشئة المدرسية والتي تعد ثاني وسط ثقافي واجتماعي فمهمتها تنمية مفاهيم الديمقراطية وحُرية التعبير داخل الصفوف الدراسية وأيضاً بث التعاون وتبادُل الأفكار بين التلاميذ مِن جانب وبين التلاميذ والمُربيين التربويين مِن جانب اخر وان تعزيز هذه المحبة والتسامُح لا يأتي إِلاَّ عبر المناهج الدِراسية وأساليب تعامُل التربويين مع التلاميذ داخل الصفوف الدِراسية أضف إِلى ذلك تخليها عن مظاهر التطرف الثقافي والفوارق الطبقية والثقافية والاقتصادية التي يمتلكها البعض والبعض الاخر لا يمتلكها. وزيادة على ذلك فالدين الإِسلامي جعل من التسامُح قيمة دينية لان دين الإِسلام، دين المحبة والتسامُح بين الناس والبشرية جمعاء. إذ أنَّ التسامُح يعد جوهر عملية الضبط الاجتماعي المُمارس على الافراد عند قيامهم بسلوك مُخالف لسياقات الفرد فالتسامُح يستقر في ضمير الفرد ويشعره بالارتياح عند التخلي عن المُخالفات التي تصدر مِن خِلاله.
وقد صدر (إِعلان مبدأ نشر التسامُح) عن مُنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في الدورة الثامنة والعشرين بباريس، نوفمبر1995، في إِطار اهتِمام) اليونسكو) بدعم المفهوم الشامل لثقافة السلام. جاء في ديباجة هذا الإعلان المرجعية القانونية الدولية للإِعلان ونصت على الآتي: إِذ تضع في اعتبارها أَنَّ (ميثاق الأُمم المُتحِدة) ينص على: نحنُ شعوب الأُمم المُتحدة قد آلينا على أنفُسنا أنَّ ننقد الأجيال المُقبِلة مِن ويلات الحروب...، وأَنَّ نؤكد مِن جديد إِيمانُنا بالحقوق الأَساسية للإِنسان وبكرامة الفرد وقدره، وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أَنَّ نأخذ أنفسنا بالتسامُح وأنَّ نعيش معاً في سلام وحسنُ جِوار.
وتناولت المادة الأولى مِن الإِعلان مفهوم التسامُح، وما يعنيه هذا المُصطلح في ذلك الإِعلان:
1. إِنَّ التسامُح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمُنا ولأشكال التعبير وللصفات الإِنسانية لدينا. وهو الفضيلة التي تُيسر قيام السلام، ويسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب.
2. مُمارسة التسامُح لا تتعارض مع احترام حقوق الإِنسان، ولذلك فهي لا تعني تقبُل الظلم أَو تخلي المرءُ عن مُعتقداته. بل تعني أنَّ المرء حُر في التمسُك بِمُعتقداته وأَنه يقبل أَنَّ يتمسك الآخرون بِمُعتقداتهم.
3. إِنَّ التسامُح مسؤولية تُشكل عِماد حقوق الإِنسان والتعدُدية الثقافية والديمُقراطية وحكُم القانون.
4. التسامُح يعني الإِقرار بأَنَّ البشر المُختلفين بطبعهم في مظهرهم وأوضاعهم ولُغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهُم الحق في العيش بِسلام وهي تعني أَيضاً أَنَّ آراء الفرد لا تُفرض على الغير.
وعن دمج ثقافة التسامُح في التعليم والتأَكيد على الاهتمام بتنشئة الأَجيال الجديدة على تِلك الثقافة وعلى مفاهيم حقوق الإِنسان تناول الإِعلان الآتي:
• إِنَّ التعليم هو أنجح الوسائل لمنع اللا تسامُح، وأولى خطوات التسامُح؛ هي تعليم الناس الحقوق والحُريات التي يتشاركون فيها ليتم احترامها، وتعزيز عزمهم على حماية حقوق وحُريات الآخرين.
• إِيلاء عناية خاصة لتحسين إِعداد المُعلمين، والمناهج الدِراسية، ومضامين الكتُب المدرسية والدروس وغيرها مِن المواد التعليمية بِما فيها التكنولوجيات التعليمية الجديدة بغية تنشئة مواطنين يقظين مُنفتحين على ثقافات الآخرين، يُقدِرون الحُرية، ويحترمون كرامة الإِنسان والفروق بين البشر.
• ينبغي أَنَّ يُعد التعليم في مجال التسامُح ضرورة مُلِحة، ولذا يلزم التشجيع على اعتِماد أساليب منهجية وعقلانية لتعليم التسامُح تتناول أَسباب اللا تسامُح الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية أي الجذور الرئيسية للعنُف والاستِبعاد، وينبغي أَنَّ تسهم السياسات والبرامج التعليمية في تعزيز التفاهُم والتضامُن والتسامُح بين الأَفراد وكذلك بين المجموعات المُختلِفة بين الأُمم.
ومِن هُنا دعونا نقول؛ إِنَّ إِطلاق ثقافة التسامُح التي يجب أَنَّ يتجاوز مفهومها قبول الآخر إِلى العمل معهُ لبِناء المُجتمع والدولة في العِراق، فهل يمكن أن تؤمن مثل هذه الثقافة السياسية الجديدة (التسامُح) مِن خِلال مؤسسة سياسية فاعلة على صعيد الحكُم، أَم أَنها تبقى حكراً على (المُعارضة الديمقراطية) في مثل هذا الظرف الذي يلوح فيه بفرض حالة الطوارئ، فأنَّ السؤَال المطروح: كيف نبني ثقافة تسامُح في العِراق ونحنُ في فترة ضعف، على الأقل على صعيد الدولة التي فقدت كُل بُناها الارتكازية؟، هل يمكن تقسيم العِراق- لغرض الدِراسة- إِلى أَقسام يمكن أَنّ نتتبع في كُل مِنها كيف نبني ثقافة تسامُح اجتماعية/ سياسية (الشمال، الجنوب، الوسط، الشرق، الغرب) أَو أَنَّ نختار مُدناً كالنجف والموصل وبغداد والبصرة والكوت والعمارة والناصرية وأربيل والسليمانية وبعقوبة وكركوك، والرمادي والفلوجة، وكربلاء، والكوفة، نحاول أَنَّ نُحرك هذه الثقافة التسامحية فيها ومِن خِلالها، ثُم نقوم بالكشف عن العقبات والنجاحات التي يمكن أنَّ تجمع كحصائل لإِطلاق مثل هذه الثقافة التي تعمل مع الآخر، ولا تُصادره كما جاء في الآية (99) مِن سورة يونس قال (سبحانه وتعالى) في كتابه الحكيم: (ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلّهم جميعا، أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين). ولما كانت ثقافة التسامُح معني بها عراقنا في الراهن، فإن تلك الثقافة تعتمد على فهم شخصية العِراقي، ومدى قبوله للتسامُح أَو ربطه بين الضعف والتسامُح، وأَنَّ القوي هو الذي يُسامح وأَنَّ العِفة لا تكون إِلاَّ عِند المغنم!
ومِن هذا المُنطلق فثقافة التسامُح تعمل على خلق وعي ثقافي اجتماعي للعلاقات الاجتماعية المبنية على التعاون والتبادُل بين الافراد، إِذ أَنَّ العلاقة الاجتماعية التي تحدث بين الافراد تختلف حسب نمط المكانة والمركز والشهادة والثقافة المعرفية وكذلك حسب نمط الدين، فالثقافة كما تصورها الانثروبولوجيين بانها كُل القيم والمعاني والمُعتقدات والعادات والقوانين التي يكتسبها الفرد مِن الجماعة التي تُحيط به والمُجتمع الذي يعيش فيه، ومِن هُنا نجد انَّ التسامُح هو سلوك شخصي اجتماعي يصدر مِن الفرد دون وقوع أَي هجوم على حقوق الفرد الاخر بمعنى استعداد الفرد أن يترك الاخر بالتعبير عن حُرية أَفكاره وثقافته ولا يمكن مُخالفته والتصدي له.
وعليه نجد أنَّ قيم ثقافة التسامُح تعمل على تحقيق التآزر والمحبة والتعاون والألفة والانسِجام، كما تعمل على مُساعدة الفرد في تحمُل المسؤولية مِن اجل الوقوف بوجه مشاكل الحياة الاجتماعية، إذ أنها تنمي مشاعر الإِحساس الاجتماعي بالمُجتمع. وأَنَّ حصول خلل في طبيعة قيم المُسامحة لدى الأَفراد سيؤدي إِلى تكوين الشخصية المضطربة، وبالتالي فأَنَّ الشخصية المُضطربة تصبح بُنيتها أًكثر تفكُكاً واستعداداً لتشرب القيم الأجنبية الوافدة والسلبية، وذلك بدوره يؤدي إِلى حالة مِن التذبذُب على مستوى الانتماء الثقافي وهذا الوضع رُبما يقود صاحبه إلى الانعِزال عن مُجتمعه وبالتالي يصبح مُغترباً عن واقعه الاجتماعي والديني والثقافي.
ومن اجل تحقيق ثقافة التسامُح هُناك جُملة توصيات ندعو لها ومِن أَهمها:
1. حث الاباء على نشر ثقافة التسامُح والحِوار المناسب بين الابناء داخل الأُسرة. وحرص الوالدين على اقامة علاقات سليمة مع الابناء قائمة على التسامُح والحِوار والاحترام المُتبادل وتقبُل الرأي الاخر والتخلي عن العلاقات القائمة على التسلُط والاستبداد في الرأي.
2. ضرورة مُعالجة المشاكل الاجتماعية التي تُعاني مِنها الشخصية العِراقية، والعمل على إِزالة الفوارق بين الجنسين سِواء في المستوى الثقافي أَو الطبقي مِن أَجل بث أسُس روح المحبة والتسامُح في نفوس الافراد وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية بين الأَفراد.
3. الحث على العفو وتقديم الاحترام للأخرين وعدم الانتقام وقلع جذور الحقد والعدوان والكراهية من نفوس الافراد وغرس القيم الدينية التي جاء بها الدين الإِسلامي الحنيف.
4. تضمين مهارات التسامُح في المُقررات الدِراسية في المراحل الابتدائية.
5. أَنَّ يتوجه الإِعلام نحو تعزيز ثقافة التسامُح في المُجتمع لخلق وعي محب والحث على التمسُك بكيان المُجتمع ووحدته وقيمه، والقيام بِمُراجعه شامِلة لمحتوى المناهج الدِراسية وتطويرها بِما يُمكننا مِن مواجهة اثار العنف الاجتماعية على حقوق الافراد.
6. إِقامة الدورات والندوات وورش العمل تهدف إِلى تنمية مهارات التسامُح للفئات المُختلِفة
7. ضرورة أنَّ تتولى المؤَسسة الدينية ترسيخ ثقافة التسامُح مِن خِلال الخطب الدينية والمُحاضرات والمُناسبات مِن اجل تعريف دول العالم بالإِسلام الانساني.
وعليه فإِننا اليوم وبعد هذا المخاض العسير والظروف الصعبة والقاسية التي مر بها المُجتمع العِراقي لا بُد لنا مِن تثبيت قواعد عامة راسِخة في التسامُح والاتفاق فيما بيننا والاستماع إِلى روح العقل والفكر الذي يهدي للتي هي أقوم كي نُنشئ جيلاً قادِراً على النهوض في المُستقبل ليواكب باقي شعوب العالم في الحضارة والتقدم في مجالات العلوم والتكنولوجيا. فنحنُ كعراقيين نطمح إلى مُستقبل يسوده التسامُح وقبول الآخر والتعايُش معه... مُستقبل نعمل مُجتمعين على بِناء لُبناته الأولى مِن خِلال ثقافة سياسة وثقافة اجتماع وثقافة تعدُد لا تفرُد... مع الاحتفاظ بالتمايز والتميز.