ما ان اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن عزمها غلق باب التقديم لاستلام التحالفات الانتخابية وذلك في يوم الخميس الموافق 11/ 1 / 2018 ، حتى تصاعدت معها المفاوضات لتشكيل تلك التحالفات والسبب يكمن في قانون الاحزاب الذي وجه بضرورة دخول الاحزاب بتحالفات انتخابية ومعنى ذلك على الاحزاب او القوى او اية جهة تود المشاركة في الانتخابات ان تبادر الى تسجيل اسمها كتحالف انتخابي لخوض مضامير المنافسة اما تدخل بمفردها او تأتلف مع غيرها تحت مسمى تحالف انتخابي ، لتبدأ بعدها مرحلة تقديم المرشحين ضمن التحالفات التي سجلت اسمائها ، وفي خضم هكذا اجراء انتخابي وبالرغم من بعض الانتقادات التي وجهت له باعتبار ان قانون الانتخابات لا يزال محل الجدل داخل اروقة مجلس النواب دون اخراجه بصيغته النهاية الا انها لاتزال تعمل بالقانون القديم حتى يأتي قانون جديد ليحل محله ، الاهم ما في التحالفات الجديدة حضور عنصر المفاجأة وليس على الصعيد العام فقط بل حتى على مستوى الاحزاب والقوى نفسها نتيجة لعامل الوقت اولاً والاعتقاد بتأجيل الانتخابات ثانياً حتى ادركها الوقت ، مع ذلك فقد تقدم اكثر من 40 تحالف سياسي للمفوضية الا ان ابرزها التالي :
- تحالف نصر العراق "العبادي": حيدر العبادي، تكتل مستقلون بزعامة حسين الشهرستاني، تجمع عطاء (فالح الفياض)، قوى سنية مختلفة، منها تحالف بيارق الخير (وزير الدفاع السابق خالد العبيدي في الموصل)، ومعاهدون (عبد اللطيف الهميم)، والوفاء (قاسم الفهداوي)، وتشكيلات صغيرة وشخصيات مستقلة، بالإضافة إلى بعض فصائل الحشد الشعبي، تجمع كفى صرخة للتغيير (رحيم الدراجي)، تجمع عراق المستقبل (بحر العلوم)، تجمع العدالة والوحدة (عامر الفايز)، كتلة الوفاء والتغيير (إسكندر وتوت)، حزب الله العراق (حسن الساري)، المجلس الأعلى الاسلامي، منظمة العمل الاسلامي، حركة ١٥ شعبان (رزاق ياسر)، حزب المهنيين للإعمار (كتائب الامام علي).وربما تيار الحكمة وبعض الكتل الاخرى .
- ائتلاف دولة القانون "المالكي": نوري المالكي - تيار الوسط (موفق الربيعي)، وحمد الموسوي وأحمد ملا طلال وياسر صخيل وعلي المالكي ..
- تحالف للإصلاح سائرون: حزب الاستقامة المدعوم من التيار الصدري، ومضر شوكت وسعد عاصم الجنابي وعدنان العزاوي وشروان الوائلي وقحطان الجبوري، مع أحزاب أخرى ليبرالية ومدنية.
- تحالف الوطنية "علاوي": ائتلاف الوطنية "علاوي"، والتجمع المدني "سليم الجبوري"، وائتلاف العربية "صالح
- تحالف حركة التغيير، والجماعة الاسلامية، والتحالف من اجل الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح، في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
- تحالف التركمان في قائمة واحدة برئاسة رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي.
- تحالف قوى عربي في قائمة واحدة بكركوك (التحالف العربي في كركوك).
- تحالف في كركوك بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وبالرغم من ان التحالفات اعلاه لا تزال شبه رسمية الا انها الاكثر قرباً لما اعلن عنه يضاف اليها تحالفات اخرى على مستوى بعض المحافظات ، اما عن اهم التفسيرات والتساؤلات فهي طرحت على تحالف السيد العبادي والذي ضم اكثر من 40 حزب وتكتل وشخصية وهو يعد الاكثر والاقوى والاقرب للفوز الا ان التساؤلات انطلقت على عدة مستويات فما هو الدافع من نزول السيد العبادي بهذا العدد والحجم والذي اضطر لانسحاب حزب الدعوة من السباق الانتخابي كمسمى ليتيح لأقطابه الثنائية المالكي والعبادي النزول بقائمتين متخاصمتين وما هو سبب التحالف مع الفتح والذي يضم قوائم الحشد الشعبي، يضاف الى التساؤلات ما هو الضامن لبقاء السيد العبادي كرئيس وزراء بعد الفوز مثلا بالرغم من تعدد القوى المنضوية معه، والتساؤل الاكثر جدلاً اليس نزول السيد العبادي بقائمة مفردة يضمن له اصوات اكثر على مستوى عدد الاصوات ويضمن صعوده داخل قائمته ؟ واخيراً كيف سيدير العبادي ذلك التحالف وكيف يجري توزيع عدد المرشحين بداخله لاسيما احتوائه على صقور العملية السياسية العامري والجعفري والحكمة والمجلس الاعلى والفضيلة والحشد والفياض وبالتالي اذا ما قسمت عدد الاصوات فربما مرشحي السيد العبادي لا يتعدون ال20 مقعد في احسن الاحوال وهي عملية حسابية اذا ما افترضنا تقسيم مجموع المقاعد على نصف الكتل داخل تحالف النصر مما سيصعب المهمة امام العبادي ؟؟؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات لابد من طرح وجهة نظر وهي تحتمل عدة اجابات اما السيد العبادي كان هدفه الاول سحب البساط من السيد المالكي وبالتالي بقائه منفردا ضمن دولة القانون ويكون قد اجتاز اصعب حلقة امام طريقه او يسعى السيد الى كشف اوراق جميع التحالفات وبالتالي النزول قبيل الانتخابات بقائمة او تحالف مفرد وتفكيك الاخرين وتشتيت اصواتهم او ان السيد العبادي اصلاً تعمد الى جمع الكبار مع توفر ضمانات حقيقية لا احد يعرف ابعادها بإعادة توليه السلطة في حالة فوز تحالف النصر ، وايضاً لا يستبعد تدخل اطراف ذات تأثير كبير لعقد هكذا تحالفات ؟؟؟
الامر الاخر نزول القوى السنية بأكثر من ثلاث قوائم مع تطعيمها بقوى وطنية او ليبرالية فيما ذهب التيار الصدري لدعم قائمة الاستقامة الوطنية التي تضم الكفاءات ومرشحين جدد والتي تحالف مع قوى مدنية عديدة وهو امر ايضاً مفاجئ بعد ان كان يعتقد دعم التيار للسيد العبادي نتيجة للتقارب معه في عدة امور الا ان انتقاد زعيم التيار الاخير لتحالف النصر يعرقل دعم التيار على الاقل في هذه المرحلة حتى تتضح الامور ، اما الكرد وهو من الامور الجديدة ايضا نزلوا بأكثر من قائمة وهي انعكاس للخلافات الحادة بين قوى وتيارات الاقليم .
بالنهاية اغلب التحالفات الحالية هي كانت ابتداء مسيطرة على المشهد السياسي باستثناء بعض التغييرات البسيطة عبر تطعيم التحالفات الشيعية ببعض السنة او القوى المدنية وتطعيم القوائم السنية ببعض القوى الوطنية او الليبرالية ونزول المدنيين والشيوعيين بتحالف جديد مدعوم من الاستقامة الصدرية ، وجميعها تصعب الخيار امام الناخب وتخلط الاوراق وتبدد الأصوات، وقد يكون ذلك متعمدا لإعادة المشهد السياسي عبر بوابات مختلفة ، واعتراف واضح من اغلب الكتل السياسية بأنها لن تتمكن من مغادرة المحاصصة حتى وان ادعت عكس ذلك والعودة للاصطفاف الطائفي والمناطقي مجددا بهدف الوصول الى تمثيل بالسلطة مهما كانت النتائج !