ماضينا يوجب التمسك بحاضرنا

6067 2008-12-22
بلاد الرافدين بلاد ذات حضارة قديمة ويصف المؤرخون بأن أول حرف تعلمته البشرية كان من تلك البلاد والآثار الباقية في بابل وذي قار وبغداد وفي أماكن متعددة في البلاد دليل ثابت على عمق التحضر الذي كان يشهده العراق أما في العصر الحديث وبعد اكتشاف النفط الذي هو مورد رئيسي لأغلب البلدان ألمتقدمه وما يحمل العراق من هذه الثروة وبكميه هائلة يفترض به أن يحذو حذو البلدان ألمتقدمه في الصناعة وتوفير المكننه الزراعية والأيدي العاملة للنهوض بالواقع الزراعي في البلد..... حيث التطور الصناعي والزراعي والتجاري في كل بلد من البلدان يعتمد على الامكانات المادية لتلك البلدان فالواقع الذي يشهده العراق نقيض لتلك المعادلة حيث توفر الثروة النفطية والمساحات الزراعية والمعادن وغيرها من الثروات لم تساهم في الارتقاء بواقع البلاد الاقتصادي فتلك الخيرات باتت أسبابا لمعاناة الشعب العراقي بل جعلته هدفا دسما للبلدان المتطورة عسكريا وسياسيا ومالاحتلال البريطاني الاحصيلة ذلك الاستهداف مما ساهم في تأخر البلاد وبعد خروج الاحتلال بثورة عارمة قادها العلماء في تلك الفترة في ثوره أسموها بثورة العشرين خرج العراق منهكا يحاول الوصول إلى تنظيم أحواله فبدأت الدولة الحديثة المستقلة تتسلق على جراحاتها فشهدت حين الترتيب عثرات النظام الملكي وبذلك أوجد هذا النظام الطبقية أو ما يسمى بالإقطاع الذي خول بعض الشيوخ في العشائر العراقية إلى أثرياء يتحكمون بفعل ملكيتهم لأراضي شاسعة بالجماهيرلينضوى الأخيرين تحت رحمة الإقطاع ويحكي لنا الآباء والأجداد عن صعوبة العيش آنذاك فأما أن تقبل بقرارات الإقطاعي رغم شدتها وأما أن ترحل... بل له الحق في تدمير بيوتهم إن خرجوا على طاعة الشيخ وجاء بعد ذلك النظام الجمهوري الذي أسقط ما قبله وقام بتوزيع الأراضي التي في حوزة الإقطاع وتسليمها إلى الفلاح وكانت بادرة فرج على الجمهور العراقي ذات الاغلبيه مابين طبقاته. وما لبث الشعب أن يتنفس الصعداء حتى داهمته فلول البعث المبشرة زيفا بالوحدة والحرية والاشتراكية ودليل الزيف أنه لم يحقق هدفا واحدا من أهدافه لا بل عمل على عكسها فشهدت الطوائف العراقية الفرقة والضياع والسجون والإعدامات المتكررة والتي طالت العلماء الأفذاذ أمثال السيد الشيرازي والصدر الأول والثاني والغروي والبر وجردي من علماء الشيعة هذا ناهيك عن تخلف المحافظات العراقية ذات الاغلبيه الشيعية مقارنة بالمحافظات ذات الأغلبية السنية وإخواننا السنه يشهدون بهذا الأمر. كما شهدت فترة حكم البعث حروبا دامية كالحرب العراقية الايرانيه التي استمرت ثمان سنين قيد خلالها العلماء في النجف وكربلاء من إيصال الموقف الحقيقي لعامة الشعب فبات العراقيين في ظلمة من الموقف وكان العراقي الهارب والمتخلف عن تلك الحرب يعدم تحت مسمى الجبن والتخاذل والعمالة إلا من تهيأة له الفرصة في مجالسة العلماء أو من عمل بالخط ذات السرية المشددة من بطش النظام الجائر الذي لا يؤمن بالتعددية الحزبية ولابالمركزيه فكان أيمانه بالرجل الواحد والقائد الواحد حتى وصل جبروتهم في الشعب أن يرفعوا شعارا (إذا قال صدام قال العراق ) وما سبقها من حرب على الطائفة الكردية في شمال العراق وما تبعها من غزو للجارة الكويت زج خلالها ما تبقى من أبناؤنا وكان ذلك النظام متخبط حتى في وضع الأسباب لعدوانيته ففي بداية الغزو في الثاني من آب لسنة 1990 ادعى إن فتية من أبناء الكويت طلبوا النجدة من نظام بغداد حيث قاموا بإسقاط الحكم في الكويت وسيتراجع حال استتباب الأمن فيها وبعد أيام رقمت السيارات المدنية بعدة محافظات كويتية وكانت تحمل لوحات تسجيل بمسمى العراق – الجهراء وكذلك العراق –كاظمه والعراق –كويت وخلالها عين علاء حسين رئيسا لحكومة الكويت ثم غير التبرير في الاعتداء على أن حكومة الكويت سرقت النفط العراقي كون الأرض الكويتية واقعه في منخفض مقارنه بالأرض العراقية مما ساهم في انسياب النفط العراقي إلى الكويت وبعد أيام معدودة تحول التبرير إلى أن الكويت المحافظة التاسعة عشر وبأنه يمتلك الادله التاريخية في أثبات ذلك. مع العلم خلال تلك الفترة وصلت لعامة الناس الفتوى العلمائيه بأعتبارأرض الكويت أرض مغصوبة ولا تجوز حتى الصلاة فيها. وبدأت الويلات تشهد ضراوتها على شعب العراق حينما بدأ التحرك الأمريكي لإخراج العراق من أرض الكويت سبقتها مفاوضات لغرض أخراج الجيش العراقي من الأرض المغتصبة والتراجع عن موقفه في الادعاء كون الكويت ارض عراقية الأصل ولكن دون جدوى فضل مصراً على موقفه إلى أن أخذت عاصفة الصحراء مأخذها في الشعب والجيش الذي رجع مشيا على الأقدام فمن يستقل مركبه يحترق معها إلى أن وصل الحال بالجندي العراقي يولي هاربا في الصحراء خوفا من اقتراب بعض المركبات العسكرية العراقية المستهدفة من الطائرات الامريكيه أو بعض حلفاؤها والبالغة ثلاثون دوله فتتحقق النصر على نظام صدام وخلال تلك الفترة شهد البلاد أظطرابا لم يشهده من قبل أبان الانتفاضة الشعبانيه عام 1991 التي أنتفض فيها أبناء الشعب حيث الأجواء المهيئه للاطاحه بالظلم والاستبداد ولكن عدم التنظيم والتخطيط وعدم توفر القيادة آنذاك واعتبار دول الجوار لهذه الثورة بأنها مد شيعي سيأكل الأخضر واليابس حال دون مساعدة الأمريكان للمنتفضين بل سمحت الولايات المتحدة الامريكيه للنظام الصدامي المجرم في قمع الانتفاضة الثائرة من خلال تحليق طائراته في الأجواء المحظورة وبذلك فشلت الثورة الجماهيرية مخلفة مقابر جماعية وسكان جدد للسجون الصداميه الجائرة ولم تنتهي بذلك المعاناة بل وضع العراق من قبل مجلس الأمن الدولي تحت قرار الحصار الاقتصادي الذي دام لحين سقوط النظام عام 2003كل ذلك التلاطم التاريخي في أحوال العراق وما تبعه من غزو للعراق من قبل الفكر الوهابي الذي أنتشر في المحافظات الغربية والتي كانت الملاذ الآمن له والذي جاء لأبناء الشعب في تلك المحافظات تحت ذريعة مقاومة الأمريكان والتف معه من التف وتدرج هذا الفكر في مقاومته إلى قتل أبناء الشعب وتفجير وتهجير ملوحا حينها إلى حرب طائفية وتدخل دول الجوار لإفشال المشروع الديمقراطي الذي تبنته الولايات المتحدة بزعامة الرئيس الأمريكي جورج بوش وان لم يكن إلى ما كانت تطمح إليه (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) حيث أخذت الاغلبيه الشيعية في العراق حقها في إدارة جزء لا يستهان به لكفة الحكم. هذه الديمقراطية التي أتت إلى العراق كالبركان ونظمت خلاله قوانين وتشريعات كانت مهشمه ومتآكلة كالدستور والانتخابات واستقلالية القضاء هذا الوضع الجديد يحتاج منا حرص على أستمراريته وعدم التفريط فيه رغم بعض الأخطاء فليس لدينا طاقه على الحرمان مجددا وخصوصا بعدما استقر الوضع على يد حكومة المالكي وله فضل يذكر في استتباب الأمن ريثما تم القضاء على العصابات التكفيرية والصداميه وأخذت بلادنا تشهد الاستقرار في اغلب المجالات....
التعليقات
تغيير الرمز