الإسلام والقانون الدولي الإنساني

تمهيد لم يسلم عالمنا المعاصر من ويلات الحروب، فحروب باردة هنا وحروب ساخنة هناك في معظم بقاع العالم،وذلك على الرغم من الاتفاقيات الدولية وتوصيات وقرارات المنظمات العالمية والدراسات القانونية الكثيرة التي تدعو إلى السلام، وإنهاء النزاعات المسلحة بالطرق السلمية. ومردود هذا يعود إلى أن الكثير من المؤتمرات والندوات والدراسات التي تصدر هي غير ذات إلزام إلى صناع القرار في العالم ، ولا توجد اليوم سلطة في عالم العلاقات الدولية أعلى من سلطة مجلس الأمن الدولي الذي هو بطبيعة الحال يتحرك وفقا لمصالح أعضاءه، فأين نحن نقف كمسلمين من كل مايحصل في هذا العالم من انتهاك لحقوق الإنسان؟ وأين نحن من تطبيق ماجاءت به الشريعة الإسلامية من مبادئ يفترض أن تكون نبراسا لتنظيم قواعد التعامل في القانون الدولي الإنساني ؟. الجواب على ذلك باختصار هو: لقد كان الإسلام سباقاً في مجال حقوق الإنسان سواء في وقت السلم أو في وقت الحرب منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام ، فمن أهم أهداف الشريعة الإسلامية تحرير الإنسان ورفع شأنه وتوفير أسباب العزة والكرامة والشرف له امتدادا لتكريم الله – سبحانه وتعالى له الذي أعلن تكريمه وتفضيله لجميع أفراد النوع الإنساني. ويظهر ذلك جلياً في قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الآية 70 في صورة الإسراء. إن هذه النظرة تعبر عن القيم الأخلاقية التي شرعها الله سبحانه في تكريم الإنسان وجعله كائنا ساميا لأنه من خلال ذلك يتم الحفاظ على البشرية والكرامة الإنسانية سواء بالصراعات المسلحة اوالحروب الكبرى وعدم الخروج بهذه الصراعات عن رسالتها في دعم السلام ومقاومة البغي والعدوان وكفالة الحرية الدينية للناس قاطبة والقضاء على الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون. إلى ماذا يسعى الإنسان؟ هذا التساؤل نطرحه على أنفسنا دائما، هل انه مجموعة من المتناقضات أم ماذا؟ إن الإنسان منذ خلقه الله سبحانه وهو يسعى، بما أودعه الله سبحانه فيه من دوافع حب الحياة، إلى حفظ ذاته ونوعه واتخاذ ما اهتدى إليه من الوسائل لحماية نفسه من كل ما يتهددها أو يعرّضها للهلاك؛ حتى ينعم بحياة مطمئنة لا يعكر صفوها اعتداء عليه أو امتهان لكرامته أو هضم لحق من حقوقه. ولكن تصادم الإرادات والحريات الإنسانية، وبخاصة ما يتعلق باكتساب ما يقوم بوفاء الحاجات التي تكفل لكل إنسان حياة طيبة، حال دون تحقيق ما كان يسعى إليه بصورة كاملة. ومن ثم تعرض في كل زمان ومكان لضروب شتى من الإساءة إليه. ومثلت الحروب، عبر عصور التاريخ، أخطر ألوان المعاناة التي سلبت الإنسان حريته وإرادته وقضت عليه بالعبودية لغير الله؛ لأنها لم تكن تعرف قيمًا إنسانية، فقد كانت تسير على شريعة الغاب، فالقوي يقتل الضعيف والمسلح يسترقّ الأعزل، فكل من استطاع أن يغلب أمة على أرضها ويُكرهها على ترك عقيدتها ويسترق رجالها ونساءها، فعل من غير تحرّج ولا تأثّم، وهو من أجل هذا يسرف في سفك الدماء في وحشية وهمجية، دون تفرقة بين المقاتلين وغير المقاتلين، كما أنه لم يفرق بين ميادين القتال والمنشآت المدنية ودور العبادة ومصادر الحياة، لأن الحرب لم تكن تخضع إلا لإرادة الطرف المنتصر الذي يستبيح لنفسه كل ما يخطر له من أعمال منافية للإنسانية، ولا تقتضيها ضرورات الحروب التي عرفها الجنس البشري منذ أقدم العصور. وبين بعض المحاولات الإنسانية التي كانت تحاول وضع حد لويلات الحروب وجرائمها المروعة، فقد جاء في قانون مانو الهندي الذي يرجع إلى قرن كامل قبل الميلاد أنه ينهى عن استخدام السهام المسمومة والنبال المميتة، كما ينهى عن قتل الجرحى المصابين أو اغتيال الناس وهم نيام. وكذلك في عام 538 قبل الميلاد أمر ملك الفرس جنوده في فتح بابليون باحترام أماكن العبادة ومعاملة الشعوب المقهورة معاملة إنسانية. كما كان للديانة المسيحية أثر واضح في تقرير بعض القواعد الأخلاقية في العلاقات الدولية في السلم والحرب، وإن كان أتباع المسيحية لا يطبقون تلك القواعد إلا على الدول المسيحية.. وبمجيء الإسلام تم وضع تفاصيل شاملة لأصول القواعد الإنسانية للعلاقات الدولية في السلم والحرب. ما هو القانون الدولي الإنساني؟ وما هي خصائصه؟ أن دراسة حقوق الإنسان أثناء النزاع المسلح على المستوى الدولي أو الإقليمي لها جذور تاريخية قديمة، وأن الاهتمام بهذه الحقوق جاء ضمن ما اصطُلح عليه بالقانون الدولي الإنساني، ومن هذه الحقوق أن هذا القانون هو مجموعة الأعراف التي توفر الحماية لفئات معينة من الأفراد أو الممتلكات، وتحرم أي اعتداءات قد يتعرضون لها أثناء الصراعات المسلحة، وهذه الأعراف مستمدة من المعاهدات أو القانون الدولي الإنساني الذي هو مجموعة القواعد والمبادئ التي أقرتها الدول لتنظيم حقوق الإنسان في وقت السلم والحرب على السواء. فالقانون إذن يسعى إلى حماية حقوق الإنسان وتنظيمها سواء في المواجهة الداخلية أو المواجهة مع دولة أجنبية. ومن أهم تطبيقات هذه الحقوق هي الحد من الآثار التي يحدثها العنف على المحاربين بما يتجاوز القدر اللازم الذي تقتضيه الضرورات الحربية، وكذلك تجنيب الأشخاص الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال الحربية، وحماية الأقليات الدينية في الدول التي تعيش فيها. وقد تعددت مصادر القانون الدولي الإنساني من اتفاق لاهاي لعامي 1889، 1907 واتفاقيتي جنيف لعامي 1949، 1977 والأعراف الدولية وكذلك ميثاق هيئة الأمم 1946 ومن قبله ميثاق عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى في القرن الميلادي الماضي. من هنا نجد أن هذا القانون نشأ كرد فعل لما شهدته المعارك الحربية في الدول الغربية من جرائم وحشية مروعة ضد القيم الإنسانية، وأن مصادر القانون الدولي الإنساني ترجع إلى العرف والمعاهدات وما يمليه الضمير العام ومبادئ الإنسانية والذي لا مراء فيه أن الفكر القانوني الوضعي في مجال حماية الإنسان واحترام آدميته في وقت الحرب والسلم فكر جديد على المجتمعات الغربية، ولكن مضمونه نشأ في الفكر الإسلامي منذ صدور الإسلام. ويشهد لذلك ما ورد في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم من نصوص تأمر بعدم العدوان وتجعل للحرب عند الضرورة غاية مقدسة، وهي أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن الأصل في العلاقة بين الناس السلام والتعارف، ومن ثم تصبح الحرب وسيلة للسلام، وتكون نظيفة شريفة لا تعرف استعلاءً ولا نهبًا للثروات الإسلام والقانون الدولي الإنساني. إن علاقة الإنسان بالإسلام تبينه تشريعات الإسلام، وآدابه لا تعرف الانغلاق ولا تهاب ما لدى الآخرين من فكر وعلم أو تنظر إليه نظرة عداء وازدراء، فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها أخذها وعند من رآها طلبها. ولكي تتضح الرؤية الإسلامية للقانون الدولي الإنساني، لابد من التأكيد على منزلة الإنسان في الإسلام، وأن الإنسان هو مركز بناء الأمة، وقد حرره الإسلام بالتوحيد من كل ألوان الفردية والسلبية والطغيان، ومن ثم كان بهذه العقيدة نموذجًا متميزًا بقيم العزة والفضيلة وأعمار الأرض بالخير والبر والإحسان. كما قرر الوحدة الإنسانية، فالناس جميعًا أمة واحدة؛ أصلهم واحد ومصيرهم واحد، وأن مبدأ الأخوّة والمساواة والوحدة الإنسانية يقتضي بالضرورة أن يكون أصل العلاقة بين الناس السلام والوئام والتعاون وتبادل المنافع. ومن ثم فالحرب في الإسلام ليست غاية في ذاتها، ولكنها تباح عند الضرورة؛ لعلاج مرض لم تجْدِ الوسائل السلمية في علاجه.. كما أن مبدأ التعايش السلمي الذي تتطلع إليه الشعوب في حاضرها، أصوله إسلامية والذي يعود إلى صحيفة المدينة التي اشتملت على سبع وأربعين فقرة أو بندًا، منها ثلاث وعشرون خاصة بوثيقة الحلف بين الأنصار. وقد قررت الوثيقة جملة من المبادئ والقواعد التي تُعد آية من آيات عبقرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السياسية، كما تعد فتحًا جديدًا في حياة المسلمين بعد الهجرة. ومن أهم تلك المبادئ: وحدة المسلمين، والحرية الدينية، ووحدة أهل المدينة، وتنظيم الحياة الاجتماعية. وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أعلن أول دستور ينظم العلاقات بين سكان الدولة الجديدة. لقد أوضح هذا الدستور التزامات جميع الأطراف وتحديد الحقوق والواجبات، ولم تعرف البشرية قبل هذا الدستور قانونًا ينظم العلاقات بين الناس على النحو الذي جاء في دستور المدينة. الحرب والسلام في الإسلام باستقراء آيات القرآن الكريم التي وردت بشأن الحرب نجد إن الإشارة للحرب فيها وردت بثلاثة ألفاظ مترادفة هي: القتال، والحرب والجهاد. لقد ورد لفظ القتال في مواضع كثيرة من القرآن من ذلك : قوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ). وكذلك قوله تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله وإعلموا أن الله سميع عليم). كما وردت كلمة الحرب في مواضع عدة منها قوله تعالى: )فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون( وكذلك قوله تعالى: (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون). وقد وردت كلمة الجهاد كذلك في أكثر من آية منها قوله تعالى: ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً). ومن خلال الآيات المذكورة نتبين الفرق بين الحرب المشروعة في الإسلام و الحرب التي يرفضها الإسلام، أما بالنسبة للحرب غير المشروعة إذ حرم القرآن حروب التشفي والانتقام فقال تعالى : ( ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ) . " سورة المائدة الآية 2. كما أنكر الإسلام حروب التخريب والتدمير وحروب الفتح والتوسع والاستعلاء ، فقال تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا(. أما بالنسبة للحرب المشروعة في الإسلام فيمكن القول : إن الباعث عليها ينحصر في ثلاثة أمور: رد الاعتداء: فالمتتبع لنصوص القرآن وأحكام السنة النبوية في الحرب يرى أن الباعث على القتال ليس هو فرض الإسلام ديناً على المخالفين ، ولا فرض نظام إجتماعى بل كان الباعث على قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحروبه هو دفع الاعتداء وفي ذلك يقول الله تعالى: ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ). وقد أتفق جمهور الفقهاء على أن الباعث على القتال هو رد الاعتداء كما تدل على ذلك النصوص المحكمة فلا يقتل شخص لمخالفته الإسلام (أي لكفره) وإنما يقتل لإعتداءه على الإسلام. إغاثة الواجبة لشعب مسلم أو حليف عاجز عن الدفاع عن نفسه: وهذا ما حث عليه القرآن في قوله تعالى: (وما لكم لا تقاتلوا في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها وأجعل لنا من لدنك ولياً وأجعل لنا من لدنك نصيراً). على أن يكون العدو قد أتخذ بالفعل موقعاًَ عدائياً وأن يكون في حالة هجوم أو تأهب للهجوم . إخماد الفتن: كانت الحروب الإسلامية من أجل إخماد الفتنة وتحقيق المصالح الدينية الشرعية، وفي ذلك يقول الله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) من هنا نتبين أن الإسلام يفرض على المسلمين أن يكفوا ابتداءً عما لا تجيزه أصول الحرب، فإذا لم يكف أعداؤهم عنها كان لهم أن يقاتلوهم بمثلها، و أن الإسلام يرفض الحروب التي تثيرها الأطماع العدوانية وحب الأمجاد الزائفة للملوك والأبطال أو حب المغانم الشخصية والأنساب. كانت الحروب قبل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حروب شعوب لا حروب مقاتلين فقط فكان الشعب المحارب يستبيح من الشعب الآخر كل الحرمات في الميدان وفي خارج الميدان وفي أثناء المعركة وبعدها وقبلها ما دامت العداوة مستحكمة. واستمرت الحال كذلك حتى جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) فأعلن بالأفعال لا بالأقوال أن القتل في الحروب لا يتجاوز الميدان وأن الحرب ليست بين الشعوب إنما هي بين القوات المتحاربة. وأما قبل ظهور الإسلام فقد كان العالم يسوده الظلام والحقد والقسوة والوحشية، وكانت محاولات تنظيم الحروب وتقليل مخاطرها قليلة ونادرة. وإذا أخذنا منطقة شبه الجزيرة العربية كمثال في هذا الشأن لوجدنا أنه بعد حرب الفجار شهدت قريش توقيع حلف الفضول، ويذكر ابن الأثير: ( …… ثم إن قبائل من قريش تداعت إلى ذلك الحلف، فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ونسبه ، وكانوا بنى هاشم وبنى عبد المطلب وبنى أسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وقيم بن مرة ، فتحالفوا وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته) . فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول فشهده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقال حين أرسله الله تعالى " لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لى به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت ). أما بعد نزول الإسلام فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) قائداً عظيماً وإنساناً رحيماً حيث نظم قواعد سير القتال والقيود والنواهي التي ترد على سير القتال . وإن بين أيدينا وصية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذ يقول لجيش أ رسله انطلقوا باسم الله وبالله وعلى بركة الله ، لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ، ولا تغلوا وضعوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) وعلى ذلك نجد إن الإسلام قد وضع قيوداً على المقاتلين أثناء سير القتال وأهمها ما يلى: منع قتل الأطفال والشيوخ والنساء: لقد نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء ، وذلك لأن هؤلاء لا يشاركون فى القتال ، ولقد مر الرسول ( صلى الله عليه وسلم) بعد إحدى المعارك ليتفحص القتلى فرأى امرأة مقتولة فغضب وقال : ( ما كانت هذه لتقاتل ، أدرك خالداً فقل له لا تقتلن عسيفاً ولا ذرية. ومن هنا نستنتج إن القيم الإسلامية في هذا المجال تنحصر في عدم الاعتداء، ووجوب الإعلان والتخيير بين ثلاث خصال: الإسلام أو الجزية أو الحرب.. ولذلك فان القتال في الإسلام ليس للإكراه في الدين، ولكن لتحقيق مصالح العباد؛ بإنقاذهم من الطغاة والذين يفرضون على الشعوب العقائد والمبادئ؛ حتى يكون الطريق أمام دعوة الله خاليًا من الأشواك والعقبات، يسلكه من يشاء ويُعرض عنه من أبى، وكذلك فان مقاتلة المقاتلين دون غيرهم من القيم الإسلامية في الحرب. وأكد الإسلام على عصمة دماء غير المقاتلين من العبّاد والضعفاء والأُجَراء والعمال والرسل ورعايا الأعداء، كما وضح أن سيادة الفضيلة ورعاية الكرامة الإنسانية في الحروب الإسلامية ورعاية الجرحى وحسن معاملة الأسرى وعدم التخريب وحماية المنشآت المدنية هي من القيم الإسلامية في الحروب. الإمام محمد الحسيني الشيرازي قدس والقانون الدولي الإنساني يمكن القول إن ماجاء به الامام محمد الحسيني الشيرازي قدس في تقديمه لنظرية اللاعنف في الإسلام ليقدم أطروحة نظرية قابلة للتطبيق في العلاقات لدولية والقانون الدولي وبنفس لوقت فلسفة فريدة تؤكد حقيقة أن هناك توافقًا بين القوانين المعاصرة والتشريعات الإسلامية. وأكد أن الإنسان في تفكيره ما لم يكن محكومًا بتشريع إلهي يسدد خطاه فإنه يذلّ ويضلّ. وكذلك ينفرد الإسلام في تشريعاته بمرجعية دينية تجعل لها على النفوس هيبة وسلطانًا والتزامًا صادقًا بها، وأن النزعة الإنسانية في التشريعات الإسلامية هي وحدها السبيل لحياة عزيزة للناس كافة، وبين أن كل فكر مهما كان صالحًا للحياة وأولى من سواه بالتطبيق، فهو إن لم يكن له حماة يؤمنون به ويذودون عنه، فإنه يظل كصرخة في واد، ولهذا كانت دعوة الإسلام إلى إعداد القوة بمفهومها الشامل. فقوة المسلمين، عقيدة وإعدادًا، هي مناط إرهاب أعداء الله وتطبيق شرعه وإعلاء كلمته..
التعليقات
تغيير الرمز