حان وقت التفكير والعمل بشكل مختلف بالنسبة لكوريا الشمالية

بقلم: جورج كو 

الناشر: مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية نقلا عن موقع  

The Strategic Culture Foundation

ترجمة: وحدة الترجمة في مركز الفرات

 

جعلت التجارب الصاروخية الكورية الشمالية القادرة على ضرب المدن الامريكية الادارة الامريكية في وضع لا تحسد عليه بين الافكار الخيالية والموقف الصعب، فكلاهما سيئان لحل واقعي لهذا اللغز. ان الطريق السهل للخروج من هذا المأزق، بالنسبة لأمريكا على الأقل، في ان نجد ان الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، والسفيرة لدى الامم المتحدة نيكي هالي يغنون نفس النغمة الاساسية: يمكن حل المشكلة إذا قامت الصين بمزيد من الضغط على كوريا الشمالية.

أولاَ: لا يوجد دليل انه باستطاعة الصين ان تملي ما ترغب به على كوريا الشمالية، وبالتالي فلا نجاح في الأمر. فالدولتين غير متوافقتين ولا يوجد حب مفقود بين الرئيس الصيني شي جين بنغ والكوري الشمالي كيم جونغ-اون. فكلاهما لم يلتق الواحد الاخر منذ تسنمهما السلطة في 2012، ويتخاطبان عبر موظفيهما ومبعوثيهما. ساندت الصين بقوة قرار الامم المتحدة الذي ادان كوريا الشمالية، وبالتالي فإن نظام كيم لن يستمع الى الصين مقارنة بالاحتجاجات التي تصدر من كوريا الجنوبية واليابان او الولايات المتحدة الامريكية. وبما ان الصين لا تستطيع منع كوريا الشمالية من تطوير اسلحتها النووية وتقنياتها في مجالات الصواريخ عابرة القارات، فإن كوريا الشمالية لا تقوم بتطوير هذه التقنيات من اجل الصين.

تؤمن كوريا الشمالية انها بحاجة الى قدرات الضربة النووية لأجل أن تنظر اليها الولايات المتحدة الامريكية بشكل جدي. حتى الوقت الحاضر، لم تحقق المقاطعة ضد كوريا الشمالية نتائجها، وكان رد الفعل الامريكي الطلب من مجلس الامن التابع لمنظمة الامم المتحدة فرض المزيد من العقوبات، كما ان الرئيس ترامب، على وجه الخصوص، يعتقد ان الصين لم تضغط على كوريا الشمالية بشكل كاف. قد تؤدي شدة الحصار على الاقتصاد الكوري الشمالي تجعل الرئيس كيم ينحني، من وجهة النظر الامريكية، الا ان هذا الامر غير مقبول من وجهة النظر الصينية. فالتدهور الاقتصادي قد يثير ازمة انسانية كبيرة، حيث لا يجد الناس فرصة ومكاناً أفضل من الهجرة الى الصين. الا انه هناك جانب اخر للموضوع، حتى لو ركعت كوريا الشمالية بسبب العقوبات الاقتصادية، لا يعني هذا ان نظام الرئيس كيم سيكون أكثر تصالحاً، وقد يقرر الرئيس كيم انه ليس لديه ما يخسره وبالتالي يقوم بتوجيه الهجوم على كوريا الجنوبية.

أما الاتجاه الثاني القاسي هو اتباع مبدأ الصدمة والقصف المدفعي الشديد على كوريا الشمالية قبل ان تبدأ هجومها، وبالتالي لا تستطيع كوريا الجنوبية التخلص من غبار المعركة الذي سينتج عن تدمير مدينة سيئول واجزاء اخرى من كوريا الجنوبية، إذا لم نذكر الخطر الذي يهدد 000ر30 جندي امريكي هناك. كما لا توجد تأكيدات بدقة التصويب في ضرب الرئيس كيم وحلقاته المباشرة، او ضرب الاسلحة النووية ومراكز تطويرها.  وبعبارة اخرى، ان احتمالات الفشل كبيرة لا يمكن التفكير بها. الا انه هناك العديد من الافكار التي يطرحها المعلقون ومراقبو السياسة الخارجية التي تقترح ان تفكر ادارة الرئيس ترامب بالتالي: طرح مبدأ المحادثات بدون شروط مسبقة.

تخشى كوريا الشمالية الولايات المتحدة الامريكية، وتعرف ان بكين لا تلتزم نيابة عن واشنطن، وبالتالي فإن بيونغ يانغ ترغب بالتعامل المباشر مع واشنطن ولا تعتقد ان الصين ستكون وسيطاً يعتمد عليه، وبالتالي لماذا لا تقوم بالمحادثات المباشرة؟

وصلت ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون تقريبا الى هذا الاتفاق مع بيونغ يانغ، الا ان مدة رئاسة كلينتون قاربت على الانتهاء، كما ان الرئيس جورج بوش قرر اهمال كوريا الشمالية واشترط شروطاً مسبقة قبل ان استئناف المفاوضات.

اعتبرت بيونغ يانغ ان التعامل مع البيت الابيض الامريكي لن يكون صادقا، وبالتالي لا بد من الحصول على الاحترام الامريكي من خلال الاستمرار في تطوير القنبلة النووية. ويذكر ان كوريا الشمالية فجرت اول قنابلها النووية في تشرين الأول 2006، خلال فترة الحكم الثانية للرئيس بوش. ولسوء الحظ، اتبعت ادارة الرئيس اوباما نفس خطى الرئيس بوش: لا مفاوضات بدون شروط مسبقة. وقامت واشنطن، من اجل مزيد من الضغط على كوريا الشمالية، بزيادة تهديدات العقوبات وطلبت مساعدة بكين في ذلك. خلال ستة عشر عاماً منذ انتهاء فترة حكم كلينتون، لم تحقق كل من واشنطن وبيونغ يانغ اي تقدم للوصول الى تفاهم مشترك. فكل طرف اتهم الطرف الاخر بالتصرف بسوء نية. وقامت الولايات المتحدة بالمزيد من التهديدات للقيام بعقوبات جديدة، وظلت كوريا تقوم باختبارات اسلحتها مع ضجة اعلامية وصواريخ أكثر مدى. أن هذه الدائرة اللانهائية لن تصل الى مدى، كما ان اسلوب الصدمة-الرعب الامريكية تجعل من بيونغ يانغ تشعر بالمزيد من القلق.

لماذا لا تستطيع واشنطن التخفيف من حدتها وابداء الرغبة بالمحادثات بدون شروط؟

ماذا ستخسره امريكا بهذا الأمر؟

هل سيقلل العالم من احترامنا لأننا ابدينا الرغبة في التنازل عن كبريائنا، او يصفقون لنا لأننا اتخذنا الخطوة الاولى نحو السلام؟

بإمكان الرئيس دونالد ترامب تحقيق نصر مهم للسياسة الخارجية التي غابت عن سابقيه من الرؤساء. 

رابط الموضوع الاصلي/ 

https://www.strategic-culture.org/news/2017/07/11/time-think-and-act-differently-on-north-korea.html

التعليقات
تغيير الرمز