زيارة الاربعين في ميزان النهوض الحضاري للعراق

تثير الاحداث التي يجتمع فيها ملايين البشر في مكان واحد شهية صناع السياسات والمحللين الاستراتيجيين، وتدفعهم الى طرح التساؤلات حول الدوافع والمضامين والدلالات التي تنطوي عليها؛ لكونها تعكس قوة الأفكار والعواطف المحفزة للتلاقي بين الناس، والتي يمكنها التطور-في مرحلة ما-الى شكل من أشكال الفعل الإنساني القادر على التغيير وإعادة التشكيل لكثير من البنى والأفكار والعلاقات الاجتماعية. وزيارة الأربعين في العراق تقدم أنموذجا مميزا لهكذا احداث؛ بسبب حجمها وسعتها ودلالاتها. فهل يكون لها تأثير ما على نهضة العراق الحضارية؟ ولماذا؟ وهل هناك عقبات تقف في طريق وصولها الى ذروة التأثير المتوقع؟ وكيف يمكن تجاوزها؟ على مر العصور كانت قوة الأمم لا تقتصر فقط على ما تمتلكه حكوماتها من قدرات عسكرية واقتصادية ومساحة جغرافية وحجم سكاني... وانما على ما يترافق مع هذه القدرات من مقومات ثقافية تبرز قيمها، وانماط حياتها، ومدى الاستعداد لمد الجسور الاجتماعية مع غيرها من الأمم؛ لتكون بالمحصلة النهائية مؤهلة أن تصبح مثالا تصبو الى محاكاته الشعوب الأخرى. هذه الحقيقة التاريخية ازدادت تأكيداتها وبراهينها مع التطور الكبير الذي وصلت اليه العلاقات الدولية في مطلع القرن الحادي والعشرين، لذا وجدنا كاتب مهم كجوزيف ناي يقسم قوة الدولة الى قوة صلبة (عسكرية+ اقتصادية)، وقوة ناعمة (ثقافة+ سياسات محلية+ سياسة خارجية)، ويرى ان القوة الشاملة للدولة هي: حصيلة المزج الواعي، والاستخدام السليم للقوتين معا في الوقت والزمان المناسبين، فيعرف القوة الناعمة بأنها" القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلا من الارغام او دفع الأموال. وهي تنشأ من جاذبية ثقافة بلد ما، ومثله السياسية، وسياساته" (ناي، القوة الناعمة، ص12). انطلاقا من هذا الادراك لمعنى القوة، وبعيدا عن العاطفة غير الواعية، هل تشكل زيارة الأربعين موردا من موارد قوة الدولة العراقية ومنطلقا لتأثيرها الدولي الإيجابي؟ سمات فريدة تثير الاعجاب للزيارة سمات فريدة لا يمكن المرور عليها دون تأملها، وتحليلها، واظهار اختلافها الكبير عن أي حدث آخر يمكن للشرق الأوسط الإسلامي الحاضر ان يشهده، ومنها: -أنها حدث غريب بطريقة حدوثه، فعلى الرغم من التطور التكنلوجي الهائل في وسائل النقل الحديثة يصر المتعلقون بحب الحسين وأهل البيت عليهم السلام-على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وتوزيعهم الجغرافي-على القيام بها من خلال المشي سيرا على الاقدام من مناطق سكناهم او من لحظة نزولهم في المطارات العراقية وصولا الى كربلاء المقدسة، استنادا الى روايات دينية عدة تحبذ هكذا عمل. وبصرف النظر عن قوة سند هذه الروايات الا ان من الواضح قوة تأثيرها في عقول وقلوب المؤمنين بها، فيشكل هذا الحدث بطريقة أدائه فرصة عظيمة لثقافات ولغات عدة للتلاقي والتعارف فيما بينها على ارض العراق، وللاختلاط بأهله على طول مسالك مرور الناس، مما يعطي للعراقيين فرصة عظيمة لإظهار قوتهم القيمية والثقافية ومحورية دورهم في هكذا حدث مقدس لن تجد له مثيلا بعمقه في أي مكان آخر. -وحدة الهدف في الزيارة، فهذه الملايين الكثيرة من البشر مهما اختلفت امزجتها وثقافاتها ولغاتها ومناطق سكناها تلتف حول هدف واضح هو الوصول الى كربلاء المقدسة من اجل اعلان حبها وولائها لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من اعدائهم من الماضين والحاضرين والمستقبليين، انطلاقا من الشعور بأن هؤلاء الصفوة من البشر المقدسين يمثلون الحق والصواب في اقوالهم وافعالهم وسكوتهم ويشكلون صلة الوصل بين السماء وعالم البشر. واذا ادركنا سيرة هذه الصفوة وما مثلته من معارضة شرسة للحكام الظالمين، وللانحرافات الدينية المتطرفة، ولأوضاع البؤس والانكسار الإنساني في حياة البشر، عندها ستتبين عظمة الهدف الذي يلتف حوله الناس في كربلاء، فهم لا يعلنون ثورة على الماضي الظالم للحسين عليه السلام وانصاره، انما يعلنون ثورة وتمرد مستمر على واقعهم الظالم، ورغبتهم في تغييره؛ لبناء مستقبل عادل لا يكون فيه لأمثال يزيد وشمر وعمر بن سعد وشريح القاضي وعبيد الله بن زياد وجيش الشام وخوار أهل الكوفة مكان او دور يتحكمون فيه بمصائر الناس، فينتهكون حقوقهم وحرياتهم المحترمة. ان عظمة الزيارة تلتف التفافا جوهريا حول عظمة هدفها، وتصاعد تأثيرها ينسجم انسجاما تاما مع تصاعد حالة الظلم في حياة الناس، لذا لا غرابة ان تجد أصوات المشاركين فيها ترتفع بشعارات مثل: هيهات منا الذلة، وكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، وعزائنا دائم حتى ظهور القائم، انها رغبة الانسان في البحث عن العدل المفقود في حياته أينما كان، وفي أي زمان، واكاد اجزم انه لو عرفت هذا المعنى العميق للزيارة شعوب الأرض لوجدنا كربلاء قبلة يحج اليها الناس من كل الثقافات والأديان والاعراق معلنين تمردهم وثورتهم على أنظمتهم وحكوماتهم الظالمة. -عفوية وتلقائية الناس في التعبير عن حبهم للحسين عليه السلام، وبذلهم الجهد والوقت والمال لخدمة من يسمونهم زوار ابي عبد الله، يزيد من قوة الحدث، ويضفي عليه رونقا وجمالا مضافا، فالجميع قادر على ان يمنح نفسه دورا فيه، ابتداء من كنس الأرض وتدليك الزائرين وتقديم كوب الماء والشاي لهم وصولا الى إقامة الموائد المهيبة...لقد اثارت هذه العفوية اعجاب الجميع واذهلت عقولهم، فزاد حبهم وتعلقهم بالزيارة، وحفزهم على الاستمرار فيها سنة بعد أخرى، بل تشجيعهم لغيرهم للقيام بمثل فعلهم، فمن لا يريد ان يرى تلك الوجوه الباسمة الكريمة اللطيفة التي تعترض طريقه وترجوه من اجل تقبل خدماتها على اختلافها. انه الحب الإنساني المطلق الذي رفع حواجز اللغة والجغرافيا والثقافة والثروة والجاه، وجعل الافراد متقاربين بطريقة عجيبة، لذا تجد في هذه المناسبة اختفاء شبه تام للنزاع والخصام بين الناس، وتعاون غريب على تصفير الازمات والرجوع الى أصلهم الإنساني المشترك. - غالبا ما تكون فرائض الإسلام محددة بفئة عمرية معينة كالصلاة ابتداء من سن السابعة او الحج لمن استطاع له سبيلا او الصيام وغيرها، لكن ما يميز الاربعين هو عدم تحديد القيام بطقوسها بفئة عمرية خاصة، لذا تجد الطفل الرضيع والعجوز الهرم والشاب حاضرا فيها، فجميع الاعمار يمكنها المشاركة، وهذا حول المناسبة الى كرنفال انساني هائل لا يمكن مقارنته بفريضة كفريضة الحج في مكة المكرمة او أي حدث آخر، وقد أظهرت الخبرة الاجتماعية ان اقوى التجارب البشرية واعمقها تأثيرا هي تلك التي لا تتحدد بفئة عمرية ما، انما يتسع فضائها لجميع الناس. - تنوع الطقوس طقوس الاربعين، لقد ظهرت كثير من التحليلات التي تحاول سبر اغوار التعدد والتفنن في بعض الممارسات التي يقوم بها المشاركون في احياء مراسم الاربعين، حاول بعضها اتهام هذا الطرف الديني او ذاك بالتطرف والتشجيع على طقوس قد تكون غير مقبولة -من وجهة نظره- كظاهرة التطبير والتطيين والزحف والضرب بالعمود... لكن لم يتجرأ احد على ايقافها نهائيا مهما كان وزنه الديني او الحكومي، والسبب في ذلك انه لا توجد طقوس محددة تحكم الزيارة، فمعظم طقوسها تكون انعكاسا لثقافات الأمم والشعوب المختلفة، وطالما ان الجميع يريد التعبير عن حبه للحسين عليه السلام، والحب عاطفة إنسانية غير ثابتة الشكل، اذن لا تسطيع جهة ما ان تفرض على البشر طريقة تعبيرهم عن حبهم لمن يرون فيه أنموذجا للثورة والتمرد على الظلم بجميع اشكاله. هذا التنوع في الطقوس جعل المشارك في الحدث أسيرا للوحة خلابة من التعبير الإنساني عن الحب، ما يميزها انها ليست لوحة موضوعة على جدار انما هي لوحة حية ترسمها وجوه مختلفة الاعمار والثقافات والمقامات الاجتماعية فيغدوا بوعي او لا وعي جزء من هذه اللوحة المتحركة وجزء من عناصر تكوينها. - عجز السياسة عن التحكم بمسار الحدث، زاد من قوته وعمقه وزخمه، فقد حاولت حكومات شتى على طول التاريخ ان تزيل او تتحكم بمشاعر وافعال المشاركين في الزيارة، ولكن النتيجة كانت فشلا ذريعا، فقد قلنا آنفا ان الحدث له هدف فريد يعبر عن إرادة الانسان كمخلوق باحث عن حياة عادلة، وغالبا ما كان الحكام والحكومات مصدرا للبؤس الإنساني المستمر، لذا عجزت كل الحكومات عن فرض نفسها وايديولوجيتها في زيارة الحسين عليه السلام، بل ومن الأخطاء الجسيمة التي ترتكبها هكذا حكومات هو اعتمادها على استراتيجيات مثقوبة قاصرة في التعامل مع الحدث، اذ كان الاجدر بها ان تحلل مواقف الناس في كربلاء المقدسة؛ لتعرف طبيعة مشاكلهم ورغباتهم وطموحاتهم. وفي الوقت الحاضر تجد انه على الرغم من تعدد القوى السياسية في العراق، لكن لا تستطيع أي قوة ان تزعم انها تقود الميدان، بل القائد الوحيد والفريد في الميدان هو الحسين عليه السلام برمزيته ومبادئه، والناس بإيمانهم ومشاعرهم. - قوة الفعل الاجتماعي العراقي، كان الشرق الأوسط ميدانا عريضا لحكومات بعضها شيعية خالصة وبعضها متسامحة مع الطقوس الشيعية قبل سقوط نظام البعث في العراق عام 2003، فلم يحصل شيء وبقيت الانماط التقليدية حاكمة لسلوك وأفكار المجتمعات في هذه المنطقة، ولكن ما ان تحرر شعب العراق من السلطات المقيدة لفعله والكابحة لمشاعره، حتى تزلزلت منطقة الشرق الأوسط برمتها، والبعض يحاول ان يلقي المسؤولية على أمريكا؛ لأنها غزت العراق متناسيا أن مشروع أمريكا في العراق مني بالفشل وكسرت ارادتها فيه. والبعض الآخر، يحمل إيران المسؤولية؛ لكونها تبشر بمشروع ديني، متناسيا ان إيران كانت تبشر بهذا المشروع منذ عام 1979، وان شيعيتها الاجتماعية تعود الى مطلع القرن السادس عشر الميلادي ولم تظهر فجأة على المسرح. كذلك الحال مع من يتحدث عن دور الوهابية السعودية وغيرها. ان الحقيقة التي يريد طمسها الكثير او يحاول التجاوز عليها هي أن العراق هو القلب النابض، والعقل المتحفز في الشرق الأوسط، وشعبه فريد بقوة فعله عندما تكسر قيوده، وما عطل العراق عن أخذ دوره الكبير الى الوقت الحاضر هو هزالة النظام الحاكم فيه بعد 9/4/2003، وغياب القيادة الواعية صاحبة القدرة على أخذ دولتها الى قيادة منطقتها. نعم، ان قوة الفعل الاجتماعي في الزيارة الاربعينية أمر لا جدال فيه، فالشعب العراقي-المحب لأهل البيت عليهم السلام على الأقل-هو الحاضنة الطبيعية للزيارة، ولكونها حاضنة خصبة ذات تدفق عاطفي فعال فقد حركت الشرق الأوسط بكامله، وجعلت طرقات البر والجو تمتلئ بالقاصدين الى كربلاء من قندهار وإسلام اباد وكشمير والهند او من نيجيريا وجنوب افريقيا ومصر والجزائر... ودول الخليج، ناهيك عن أولئك القادمين من أوروبا وامريكا وبقية العالم، انه الشعب العراقي الذي منح الزيارة قوة زخمها، فجذب الجميع اليها حتى أولئك الذين يدينون بأديان ومذاهب أخرى. هذا الشعب بقوته الكامنة يمكنه ان يفعل الاعاجيب لو وجدت له الظروف المناسبة، كيف لا يكون كذلك، وهو في عمق وجدانه الحضاري يعلم انه شعب الأرض التي تهفو اليها القلوب للتبرك بها، وشعب الأرض التي ستحوي عاصمة الدنيا في آخر الزمان. عقبات تعترض الطريق ان السمات الخاصة بزيارة الأربعين تجعلها قوة ناعمة عراقية عظيمة التأثير والفاعلية، وقد تركت بالفعل تأثيراتها الإيجابية على العلاقات الاجتماعية بين الشعب العراقي وبعض شعوب المنطقة والعالم، ولكن توجد عقبات تحول دون بلوغ هذه القوة ذروة تأثيرها المطلوب منها هشاشة النظام الحاكم في العراق، واستغراقه في صراعات بينية وعمودية تستهلك طاقته، وتشوه منطلقاته، لاسيما تلك الصراعات الممزقة لوحدة نسيجه الاجتماعي، كذلك عجزه عن الإمساك ببوصلة قوته الحقيقية المنطلقة من قوة الداخل، فالقوة الناعمة لا تقتصر على قوة الثقافة، بل تشمل قوة السياسات المحلية، والسياسة الخارجية، وهذه الأخيرة تعكس قوة وصلاح نظام الحكم، وهذا الامر لازال مفقودا في العراق، بل وحتى في الميدان الثقافي بقيت قوة الزيارة مرتبطة بالثقافة الشعبية ذات العلاقة بالطبقات الدنيا من المجتمع العراقي مع غياب واضح للثقافة العليا المرتبطة بالطبقات العليا(النخبة) ؛ لكون الطبقات الاخيرة لا زالت مستنزفة لذاتها في الصراع او منسحبة من ميدان الفعل المؤثر. من جانب آخر، تجد ان هكذا حدث يستقطب ما يعادل عدد سكان العراق (تقريبا ثلاثين مليون) الى مدينة صغيرة كمدينة كربلاء لا تتجاوز مساحتها الكلية1.2 % من مساحة العراق او ما لا يزيد عن 52000كم 2، المساحة الحضرية منها تكاد تكون نصفها فقط، يتطلب وجود بنية تحتية متكاملة من الطرق والجسور والخدمات الفندقية والسياحية؛ لأن الحدث ليس مجرد طقس ديني، بل هو مورد استثماري ممتاز يمكن ان يتفوق في عائداته على الدخل السنوي للنفط العراقي، ولكن مع الأسف، يبدو ان رؤية صانع القرار العراقي في بغداد وكربلاء وبقية المحافظات ذات العلاقة بالموضوع قاصرة عن ادراك ذلك، لذا تجد ان البنية التحتية المطلوبة لإدامة زخم الزيارة وتوسيعها وتطوير فعالياتها تكاد تكون شبه معدومة، ولولا الخدمة التلقائية المقدمة من الشعب العراقي، لانكشفت عورات حكومته بطريقة مخجلة. كذلك من العقبات الأخرى المؤثرة، هي وجود الإرهاب والفكر المتطرف المحرك له لدى بعض الحكومات والجهات السياسية والدينية والاجتماعية داخل منطقة الشرق الأوسط، ممن تجد نفسها محاصرة بتطور الزمان والمكان، وعاجزة عن التكيف والمنافسة، فتحاول التعويض عن ذلك بتشتيت انتباه الناس، واصطناع أعداء وهميين لهم من اجل اشغالهم عن المطالبة بحقوقهم وتغيير واقعهم الظالم، فتجد في معاداة الشيعة وطقوسهم نافذة لإلقاء نفايات الماضي والحاضر عليهم، وتحميلهم مسؤولية التقهقر الثقافي والحضاري، واظهارهم بصورة العدو البربري الذي يجب الخشية منه والعمل على تحطيمه. فضلا على وجود أطراف خارجية مغذية لهذا الامر وتعمل على تأجيج نيرانه؛ لتحقيق مصالحها الخاصة. الحاجة الى استراتيجية جديدة حقيقة، تشكل زيارة الأربعين بالنسبة للعراق مرتكزا مهما من مرتكزات النهوض الحضاري لهذا البلد للسمات المذكورة في أعلاه، ولكن توظيف هذا المرتكز بشكل صحيح لمصلحة القوة الشاملة للعراق، يتطلب وجود استراتيجية جديدة يكون اول مقوماتها اصلاح نظام الحكم ليكون مبادرا فاعلا وكفؤا، وسينتج تلقائيا من وجود الحكم الصالح سياسات محلية وخارجية متزنة وفاعلة، وثقافة يتشارك في صناعتها المجتمع بطبقاته الدنيا والعليا. ومن المفيد ان يكون النظام عاملا على ترسيخ وحدة نسيجه الاجتماعي، ملتفا حول هويته الوطنية الجامعة لكل الهويات الفرعية، ومتحررا من سطوة الاملاءات والنفوذ الخارجي. كما تستلزم هذه الاستراتيجية تأهيل كامل البنية التحتية للعراق لتكون التدفقات المالية الناجمة عن السياحة الدينية-ومنها زيارة الأربعين-هي مصدر من المصادر الرئيسة لسلة العراق المالية، وعد هذه المهمة من الأولويات الاستراتيجية في بلد يشعر قادته ان موارده النفطية غير كافية لحماية أمنه الاقتصادي، وان تكون السياسات العامة للدولة بهذا الصدد واضحة ومفهومة وذات إطار زمني محدد، على ان تشرف على تنفيذها إدارات مقتدرة عالية المهارة، ومكملة لبعضها البعض. ان وجود الاستراتيجية المناسبة لتوظيف زيارة الأربعين هي جزء من الاستراتيجية الشاملة لإدارة العراق ووضعه على مساره الصحيح نحو النهوض الحضاري الحقيقي، وبدونها ستكون النتائج غامضة مهما كانت الإجراءات التكتيكية ناجحة.
التعليقات
تغيير الرمز